لا تتحول إلى فارس “نازغول”

دبي في 9 إبريل 2021

الساعة 7:38 مساءً

أنت في أوج شبابك، وفي قمة سعادتك الوظيفية. فالنجاحات – بتوفيق من الله تعالى – تتوالى عليك كنهر كريم. وتشعر حينها أنك ملك في محيطك الاجتماعي. وتستمر الحكاية لترتقي بك المناصب وتدعى إلى مكان أكثر إشراقا. فأنت لا تبحث عن منصب، بل جل همك أن تخدم وتفيد من حولك.

هذه النية الصافية نجدها عند الكثير من الناس، ولكنهم زهدوا في حياتهم بعد أن لدغوا من كل مكان. فاعتقدوا أن نيتهم الصافية تقيهم شر العقارب، ونسوا أن الإيمان لا يمنع الضرر، ولكن اتخاذ الأسباب بعد أذكار الصباح والمساء هو خير وسيلة للحفاظ على النفس.

فيا سيدي الكريم، إن كنت من أصحاب النوايا الحسنة، احذر غدر من حولك، ولكن، انتبه أن لا تتنازل عن مبادئك في سبيل الدفاع عن نفسك وعن من تحب فتفسد أخلاقك وروحك وتتحول إلى أحد هؤلاء العقارب دون أن تشعر، أو تتحول إلى أحد فرسان “نازغول”….

قف، لم أكمل حديثي… استمر بالقراءة ولا تكن من هؤلاء الذي أخذوا حكم عدم الصلاة من الآية الكريمة “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ”، فنظروا للشق الأول وتجاهلوا اشتراطها بالسكر.

See the source image
النازغول: الفرسان التسعة: نازغول – ويكيبيديا (wikipedia.org)

إلى كل هؤلاء الذين آثروا الاستسلام أو السقوط بدلا من التحول إلى أحد فرسان نازغول. هنيئا لكم، وعزائي لكم. فأنت اخترتم بداية صحيحة، فلا شيء أغلى لدى الإنسان من اعتقاداته وأحلامه. ولكنكم أخطأتم باستسلامكم واعتقادكم بأن النهاية ستكون حياة بلا حياة. إن المثابرة المستمرة والإصرار ستأتي بثمارها في يوم من الأيام. فالظلام لا ينتشر، ولكن النور ينتشر. ولا تخشى على نفسك من الفساد لأنك قررت البقاء طاهرا، واعلم أن الجميع يكره العفن ويحب الطيب من الثمار.

لا تنتظر حتى يأتي من يبحث عنك، بل بادر وأظهر حسنك وأحسن إلى من أساؤوا إليك حتى يملوا من إيذائك. وحاول أن تبدع في بيئتك وإن فشلت مئة مرة. ففي نهاية المطاف: سيفتح الله عليك أبواب خير. يمكنك أن “تحلل راتبك” بالاستسلام للسلاسل التي ربطت على عنقك، أو يمكنك أن تحل راتبك بالعمل في أمور لم يفكروا بها مسبقا فتكون مبادرا سباقا للخير.

أكتفي بهذا الآن، ولربما أسرد لكم المزيد في يوم جديد.

أضف تعليق