نقبل على أيام عظيمة من شهر رمضان المبارك، وهي العشر الأواخر. ولست بداعية حتى أدخل في أفضال هذه الأيام، ولن أخوض في ذلك، ومن أراد أن يعرف المزيد فليبحث في الشبكة العنكبوتية: “فضل العشر الأواخر”.
إلا أن رجائي أن تمر هذه العشر بسلام، وأن نستثمرها خير الاستثمار، ولعل أول ما نبدأ به أنفسنا: فهل وجدنا سلامنا الداخلي؟ هل نحن راضون عن أنفسنا وعن قراراتنا؟ هل نحن مستعدون إلى استجابة دعواتنا؟ فنطلب من الله المزيد، وعقولنا لا تريد المزيد؟ هل نحن مستعدون إلى عفو الله تعالى ونحن قاسون على أنفسنا فنقنط من رحمة الله باطنا ونرجوه ظاهرا بالمغفرة والرحمة؟
يحمل بعضنا ذرات من الأسى والندم على ما فات، فيسأل الله تعالى أن يوفقه للخير كله عاجله وآجله، ولكن قلبه متعلق بالماضي بحلوه ومره. أتساءل حينها أدعاؤه لله تعالى هو لعيش الماضي؟ فهذا مستحيل. أم هو لنيل سعادة يتمناها؟ وهل هي بالفعل السعادة التي يتمناها؟ هل هي السعادة التي سترزقه السكينة والطمأنينة؟
هل ستبكي في دعائك هذا العام؟ هل سيكون بكاؤك خشية من الله، أم قهراً لظلم حل عليك؟ أهناك فرق بين الأمرين بالنسبة لك؟ ماذا عن الله – عز وجل -، هل في سبب بكائك اختلاف في استجابته لدعائك ومناجاتك؟ أم هو الله الغفور العفو الذي يجيب المضطر إذا دعاه؟
وأختم بتكرار سؤال بسيط: إن عرفت أن الله سيجيب دعوتك ويعفو عن ذنوبك، ماذا ستغير في حياتك؟ وهل ستسامح نفسك على أخطائك؟
هل…. هل أنت…. مستعد؟